الناس، وسلوكيات الجراد والفراش: إعجاز قرآني، ونبوي

ملخص البحث

يتناول هذا البحث جانبًا من جوانب بديع مخلوقات الله تعالي. وهو ما يتعلق بالتشابه بين بعض سلوكيات الناس وبين سلوكيات نوعين من الحشرات: الجراد والفراش. وفي ضوء ذكر القرآن الكريم والحديث النبوي لأنواع من الحشرات (النحل، والنمل، والبعوض، والذباب، والقمل، ودابة الأرض/الأرضة)، فلماذا أختص النص القرآني، والحديث النبوي الجراد والفراش – دون سائر أمة الحشرات – كتشبيه تمثيلي، وضرب للمثل لأحوال الناس حين الإنبات من الأرض، والخروج من الأجداث، والانتشار يوم "القارعة"؟ ولقد اعتمد البحث المنهج الوصفي والمقارن والتحليلي. فقد أورد الآيات والأحاديث موضع الدراسة، وسرد أقوال بعض المفسرين والبلاغيين حول انتشار الجراد وتوجهه لجهة معينة، وغاية محددة. بينما إنبثاث الفراش وانتشاره دون وجهة له.
ومع توثيق المعلومات من مصادر شرعية وعلمية معتبرة، أجتهد البحث في الإجابة عن الأسئلة التالية: ماذا أثبتت المشاهدات العلمية، والدراسات السلوكية الحديثة في علم سلوك الحشرات حول خصوصية سلوكيات الجراد والفراش؟ وكيف يتكاثر الجراد بأعداد غفيرة فور سقوط المطر بعد مواسم جفاف طويلة؟ ولماذا؟ ومتى؟ وكيف يتحول من الحالة "الفردية" المنعزلة، إلى حالة "الجماعية" المنتشرة والمهاجرة؟ – لوجهات معينة محددة – لتجرد الأرض بما عليها؟! وهل يسلك بعض أنواع الفراش نفس سلوك الهجرة لوجهات بعينها؟! أم أنه يموج بعضه في بعض وينتشر دون هدف معين؟ ولا غاية يطلبها كما ذكر بعض المفسرين؟! ويهدف البحث إلى إبراز سبق إنباء القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، بإشاراته إلى هذه الأمور السابقة، والتي أثبتها علم بيولوجيا وسلوكيات الحشرات الحديث. مما يؤكد على أنه لا مجال – البتة – لاختلاف أو تعارض بين علم بيولوجيا وسلوكيات الحشرات وحقائقه المًثبتة، وبين إشارات له في آية قرآنية، وفي حديث نبوي صحيح.

الكلمات المفتاحية