The Qur'anic exegesis necessarily involves two very significant issues: the wide diversity of opinion among the commentators and the question whether the ayat related to nature can be justifiably explicated in the light of modern science. In fact, these issues have for long been a subject of great discussion and debate. The first group of Muslim scholars do not subscribe to the opinion that ayat related to nature (in the Qur'an) can be justifiably explained scientifically. On the other hand, the second group subscribes to the opinions that modern science may justifiably be used for the Qur'anic interpretation. Objective of the present article was mainly to discuss the opinions and arguments of the two divergent or contradictory groups at length and also to attempt to find out measures to settle the issues raised by them. Also, the present article provided some examples illustrating that Qur'anic interpretation is not the monopoly of a scholar or of a particular generation. The more the knowledge grows and the culture, skill, and technology develop the more the grandeur of the meaning and the reason behind the miracle latent in the ayah of the Qur'an is revealed. The current article discussed some of the important points, which the theologians and scientists should bear in mind. In conclusion, the experts of natural sciences and also that of Shari'ah sciences should sit together to benefit each other. The experts of Shari'ah sciences should give lessons to the natural scientists about servitude and devotions so that their prayers, worship, fasting and practice of giving out zakah is liked by Allah and accepted by him. And natural scientists should place before the experts of Shari'ah sciences various complications and problems of life. It is not necessary that the experts of Shari'ah sciences should have full knowledge of the sciences of chemistry, physics, medicine and astronomy. If anyone is interested in undertaking in-depth study he should take help from the expert of the specific field. The commentary should never deviate from the objective of its revelation.
بعد مقدمة عامة ذكر فيها أهمية بحث الإشارات العلمية للقرآن الكريم في استخراج بعض كنوزه، عرج البحث على تعريف أمة الطير وأهم خصائصها. وتم تقسيم البحث الحالي إلى: تمهيد وخمسة أقسام. أما التمهيد فكان حول "الطير" في اللغة، والتناول القرآني لها، وأما الأقسام، فاهتم الآول منها بـ "الطير المُسخّرات" كما ورد في الآية الكريمة: (أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {79}) [سورة النحل]. وأما القسم الثاني فكان حول "الطير الصافات": (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ {19}) [سورة الملك]. وتناول القسم الثالث "الطير المسبحات": (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ {41}) [سورة النور]. وأما القسم الرابع فعنى بـ "منطق الطير": (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ {16}) [سورة النمل]. ودار القسم الأ(حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ{31}) [سورة الحج].
لقد أضحت نتائج دراسات وبحوث الإشارات العلمية للآيات القرآنية ضرورة في الدعوة الإسلامية، وخصوصا في المجتمعات غير المسلمة، المجتمعات المتقدمة علميا وتكنولوجيا، وبالرغم من ذلك فلا يزال البعض يعارض هذا المنحى، سواء عن جهل به أم عن خوف من تحديث أساليب الدعوة. والبحث الحالي استهدف حصر كلام هؤلاء في حُجج محددة... أما المنكرون لهذا الاتجاه في بحث الإشارات العلمية للآيات القرآنية فأبرزهم: أبو إسحاق الشاطبي، محمد الذهبي، محمد رشيد رضا، محمد المراغي، عبدالكريم الخطيب، أمين الخولي وعائشة عبدالرحمن... وتنحصر حجج هؤلاء في ثلاث، هى: (1) القرآن نزل لفهمه العرب في الصدر الأول من الإسلام، وإن علينا معاشر المسلمين أن نحذو حذوهم فيما فهموه من آياته بحسب مدلولات ألفاظه المفهومة... (2) القرآن لا شأن له بالعلوم الطبيعية، فهو لم ينزل ليحدث الناس عن نظريات العلوم، وأنواع المعارف، وإنما هو كتاب أنزل للناس للإرشاد والهداية وبيان التكاليف وأحكام الآخرة... (3) "التفسير العلمي" للقرآن يعرّض القرآن للدوران مع وسائل العلوم في كل زمان ومكان. والكشوف العلمية والبحوث الكونية ما هى إلا فروض ونظريات، يعتقد رجال العلوم لفترة من الزمان في صحتها ثم لا يلبثون بأنفسم أن يبطلوها، ومن ثم فلا يجوز للمسلم الغيور على قدسية القرآن أن يقحم آياته في أشياء ومعارف تتغير وتتبدل... وقد ناقش البحث الحالي هذه الآراء ودحض هذه الحُجج بأسلوب علمي دقيق، وأكد أهمية دراسة الآيات القرآنية ذات الإشارات العلمية.
يتم توظيف دراسات وبحوث الإشارات العلمية في الأحاديث النبوية في خدمة السُنة والدفاع عنها ضد المشككين فيها. كما تستهدف هذه البحوث والدراسات الأمة الإسلامية، فتدفعها نحو النهوض والارتفاع بها كي تتبوّأ مكانتها التي أرادها الله لها... إن الكثير من الكتّـاب والمؤلفين والمحاضرين لا يلتزمون منهجا واضحا في تناول الإشارات العلمية (أو ما يسمى الإعجاز العلمي) الواردة بالأحاديث النبوية، بل يعتمدون على حماسهم فقط لخدمة السُنة النبوية، وهو ما جعل عددا كبيرا منهم يسقط في أخطاء عديدة، شجّعت الحاقدين على الإسلام، فراحوا يحاولون النيل من السُنة الشريفة... ومن هنا وجب علينا وضع منهج ذي ضوابط ب ينبغي التزامه وهو موضوع البحث الحالي مشاركة منا في خدمة سُنة النبي ، ويتضمن المنهج الحالي الضوابط أو القواعد التالية: القواعد اللغوية والضوابط البيانية (ومراعــاة تعدد مدلولات اللفظ)- توثيـق النصـوص- التثبُّت من المعطيات العلمية الحديثة- مراعاة التخصص العلمي الدقيق- الوحدة الكلية والإطار العام للحديث النبوي- دور القرآن في دراسة الأحاديث النبوية- خطـــورة ردّ الأحاديث الصحيحة- خطورة ردّ أحاديث الآحـاد- الموقف من الأحاديث الضعيفة- الشــرح الموضوعي للسُنة النبوية- تخصيص العُمــوم- معرفة أسـباب الورود- الثابت والمتغيّر في الأحاديث النبوية- الجمـع والتوفــيق بين النصوص الصحيحة المتعارضة- الترجيـح فيما بين النصوص الصحيحة المتعارضة- الناسـخ والمنسـوخ- عـدم ولوج الأمور الغيبية المطلقة- ضوابط أخرى.