
يهدف هذا البحث إلى إبراز التفسيرٍ الطبي لسلوك التحرُّف والتَحيُّز القتالي في أرض المعركة الوارد في قوله تعالى: ﴿ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ ... ١٦ ﴾ [ سورة الأنفال]، كاستراتيجيات عسكرية نوعية من بعض المحاربين عند ملاقاة العدو، من خلال الكشف عما وراء تلك الاستراتيجيات القتالية من مهارة عقلية فَذّْة، مسترشداً في ذلك بأقوال المفسرين. ومن أجل ذلك قمت بكتابة مقدمة عن علم الأعصاب المعرفي والقدرات العقلية للإنسان. ثم قمت بذكر النص القرآني، وبيان أقوال المفسرين. ثم ذكرت التوجيه العلمي الخاص بوظائف العقل عامةً، والوظائف التنفيذية خاصةً. ثم ذكرت التفسير الطبي للآية الكريمة رابطاً بين معناها في كتب التفاسير، والمعنى الطبي. فجاءت النتائج بأن تَحرُف الجنود للكشف عن ثغرة ومهاجمتها، أو تحيزهم إلى فئة أخرى أقوى أثناء القتال، هما نوعان مما يُسمى طبياً بـ " التفكير الابداعي"، و "التبديل بين المهام "، المنبثقان عما يُعرف في علم الأعصاب بمهارة "المرونة العقلية Cognitive flexibility" التى تُعد إحدى أنواع "الوظائف التنفيذية" للفص الجبهي بالمخ Executive functions، وهو ما يُبرهِن على تمام الانسجام بين العِلم والقرآن الكريم. ونستنتج من ذلك أن القرآن الكريم هو كلام الله، وليس من تأليف بشر كما يدعي المبطلون.